|
|
|
جورج غوردجييف ووالده
قال غوردجييف : " لقد كنت في التاسعة من عمري عندما كان والدي على فراش الموت . عندها دعاني للإقتراب منه وهمس في أذني قائلا : أنا لن أترك لك الكثير في هذه الدنيا . لكنني سأخبرك شيئا أخبرني إيّاه والدي عندما كان بدوره على فراش الموت . وما قاله لي ساعدني كثيرا . لقد كان كنزي الذي ورثته . أنت الآن مازلت طفلا وممكن أن لا تفهم ما أقول , لكن إحفظ ما أقوله لك , وعندما تكبر ستفهم ما أقول . هذا المفتاح يفتح أبواب أكبر الخزائن "
بالطبع لم يفهم غوردجييف ما قاله له الده في تلك اللحظة , لكن هذا ما غيّر كلّ حياته . وما قاله والده هو ما يلي " إذا أهانك أحدهم قل له سوف تتأمل ما قاله لك لمدّة أربعة وعشرين ساعة , وبعدها ستأتي وتقول له الجواب . "
لم يصدّق غوردجييف أنّ هذا سيكون مفتاحا عظيما , وأنّ هذا الشيء في غاية الأهمّية .
لم يستطع أن ينسى غوردجييف ما قاله والده عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة .
ودون فهم ما قيل له بدأ غوردجييف يطبّق وصية والده . فعندما كان يهينه أحدهم كان يقول " سيّدي , سأتأمل ما قلته لي لمدّة أربعة وعشرين ساعة هذا ما أوصاني به والدي . فهو غير موجود هنا ولا أستطع أن أعصي رجل ميت . لقد أحبنّي كثيرا وأنا أحبه كثيرا ولا يمكنني أن أعصيه .ممكن أن تعصي والدك عندما يكون على قيد الحياة , لكنك لا تستطع أن تعصيه وهو ميت .لذا سامحني .سآتي بعد أربعة وعشرين ساعة وأردّ عليك . "
وقال غوردجييف " إنّ تأمّل ما قيل لي منحني القدرة لأن أدخل إلى أغوار نفسي . ففي بعض الأوقات وجدت أن الإهانة أتت في مكانها. فكنت أذهب إلى من قالها وأقول له شكرا سيّدي إنّ ما قلته لم يكن إهانة , بل كان الحقيقة . لقد قلت بأنني أحمق , معك حق . "
"ولكن في بعض الأوقات, وبعد تأمّل أربعة وعشرين ساعة ما قيل لي ,كنت أصل إلى نتيجة أنّ ما قيل هو مجرّد كذبة . لكن إذا ما قيل هو مجرّد كذبة فلما الشعور بالإهانة . فالكذبة كذبة . لما الإنزعاج منها " . وهكذا أصبح خورشيف رويدا رويدا , وعن طريق المراقبة والتأمّل , يعي أكثر فأكثر ردّات فعله بدلا من الإلتهاء بأفعال الآخرين .
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|