بسم الله الرحمن الرحيم
محي الدين إبن عربي والملاك
يخبرنا جدّنا الشيخ عبد الله الداغستاني قدّس الله سرّه قصّة عن الشيخ محي الدين إبن عربي ومغزاها ما يلي : بينما كان يسافر محي الدين إبن عربي على سفينة كان البحر هائج جدا . غضب محي الدين إبن عربي من هذا الحال فأخذ ورقة وكتب عليها " إهدأ أيّها البحر, لأنّ هناك بحر يركبك " . أسقط إبن عربي الورقة في البحر , فهدأ البحر مباشرة . في اللحظة نفسها ظهرت سمكة كبيرة وقالت " أريد أن أسألك سؤال يا محي الدين : إذا تحوّل فجأة زوج إمرأة إلى حجر هل عليها إنتظار ثلاثة أشهر ( الفترة بعد طلاقها منه ) أو أربعة أشهر وعشرة أيّام ( الفترة بعد موته ) " .
لم يجب محي الدين إبن عربي , وعرف بأنّ السؤال أتى لأنّه نطق بكلمة كبيرة عندما سمّى نفسه "بالبحر الكبير" . سجد إبن عربي مباشرة وطلب المغفرة من الله عزّ وجلّ . فهذه السمكة لم تكن سمكة عادية بل كانت ملاك أرسله الله عزّ وجلّ ليعلّم إبن عربي بأنّه لكلّ مرتبة من العلم هناك مرتبة أعلى منها .
لا يوجد هناك حدود للعلم . ففي كلّ مرّة يحاول بها الإنسان أن يتفاخر بنفسه يأتي شيء ليريه ضعفه . لذا لا تتكبّر على الآخرين , فالله عزّ وجلّ قادر أن يخفض مقامك ويرفع مقام الآخرين . فمن صفاته الرافع والخافض .
|