بسم الله الرحمن الرحيم
سيّدنا عبد القادر الجيلاني وهارون الرشيد
عندما أعلنت الحرب على هارون الرشيد , كان العديد من الناس في ذلك العصر من مريدي الشيخ عبد القادر الجيلاني قدّس الله سرّه . لم يستطع هارون الرشيد أن يجد أيّ محارب , لذا طلب المساعدة من سيّدنا عبد القادر الجيلاني .
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني لهارون الرشيد : " سأريك كم تلميذ لديّ . سوف أدعمك بجيش كبير. "
دعا الشيخ عبد القادر الجيلاني جميع مريديه إلى ساحة كبيرة , ثم قال لهم : " اليوم هو يوم الذبائح " فرح الجميع معتقدين أنّ شيخهم سيذبح ويقدّم الطعام لهم .
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني : " من يحبني عليه أن يأتي إلى بيتي لأذبحه . " أمر الشيخ أن يأتي جزّار إلى بيته ليقوم بالعمل . رأى الشيخ رجل ضعيف لم يكن أحد يعبّره أو يحترمه وطلب منه أن يذهب معه إلى بيته ليذبحه .
ذهب الرجل مع سيّدنا عبد القادر الجيلاني إلى البيت وإستلقى مسلّما رأسه للذبح . صرخ الشيخ " بسم الله الرحمن الرحيم " لكن قبل ذلك فإنّه إتّفق مع الجزّار أن يذبح خروفا مكان الرجل .
ذبح الجزّار الخاروف , لكن الرجل صرخ وكأنّه كان هو يذبح . عندما حصل ذلك هرب نصف المريدين من الميدان .ثمّ صرخ الشيخ "من هو التالي؟ " تقدّمت زوجة الرجل الضعيف ( الذي ذبح ) , وهي أيضا كزوجها لم يعيرها أحد أيّ إحترام أو إهتمام .
فعل الجزّار كالمرّة الأولى ومثّل وكأنّه يقتلها . عندها هرب النصف الباقي من المريدين من الساحة . هنا قال سيّدنا عبد القادر الجيلاني لهارون الرشيد : " هذا الرجل وزوجته هما مريدايا . أمّا الباقين ميمكنك أن تأخذهم معك إلى المعركة ."
لذا لا تركض وراء إحترام الناس لك , لن يعطوك إيّاه . أنت بحاجة فقط إلى إحترام الله عزّ وجلّ . فكلّما قلّ إهتمام الناس بك كلّما كان أفضل لك . فأنت تعرف بأنّ الشيطان يلعب دائما بالناس الذين يجذبوا الناس إليهم . فمن الصعب الوصول إلى درجة الفناء .