بسم الله الرحمن الرحيم
النبي سليمان عليه السلام والببّغاء
كان النبي سليمان عليه السلام أغنى وأقوى حاكم , وفي الوقت نفسه أعظم نبيّ في زمانه . بالرغم من عظمة ملكه وغناه الذي لا يمكن تخيّله , لم تكن هذه الأشياء المادية تعنيه . فهو لم يجد فيها سوى حمل ثقيل على كاهله وبئر هم له .
كان النبي سليمان عليه السلام يزور ببّغائه كلّ يوم . في أحد الأيام وجده سليمان عليه السلام حزينا . فالببّغاء كان يحن لزيارة مسقط رأسه .
سمح النبي سليمان عليه السلام للببّغاء بالذهاب إلى دياره . كانت الرحلة تستغرق شهرين . شهرا ذهابا وشهرا إيابا . فأعطاه عطلة مدّتها ثلاثة أشهر , وأنذره بأنّه إذا لم يعد في الوقت المناسب سيبعث الجن أو الريح ليجلبوه . غادر الببّغاء إلى موطئ رأسه وتمتّع بوقته مع عائلته .
عندما إنقضى الوقت ودّع الببّغاء عائلته التي بعثت معه هدية للنبي سليمان عليه السلام . الهدية كانت قنّينة من ماء الحياة الأبدية . من يشرب منها لا يذق طعم الموت . ربط الببّغاء القنّينه على جناحه الأيمن وعاد أدراجه إلى النبي سليمان عليه السلام . عندما وصل الببّغاء أعطى النبي سليمان عليه السلام الهدية .
سأل النبي سليمان عليه السلام مستشاريه ما عليه فعله بها . أيشرب من ماء الحياة البدية أم لا ؟ أجابه الجميع سواء أكانوا بشرا أو حيوانات "بنعم " . فهم يريدوا أن يبقى عليهم سليمان عليه السلام حاكما إلى الأبد . لكن البومة لم تشاطرهم الرأي . فقالت له " قبل أن تشرب من هذه الماء إذهب إلى المغارة وأنظر من يعيش فيها . "
ذهب سليمان عليه السلام إلى المغارة ووجد فيها رجل يدعو ربّه ليميته . أخبرته البومة بأنّ هذا الرجل شرب من ماء الحياة الأبدية ولا يستطع الموت .
لذا كن جاهزا للموت عندما يأتي وقتك . لا أحد يحب أن يعيش إلى ما لا نهاية , وهو مريض ومعاق الحركة . ولا يوجد شيء موجع أكثر من أن ترى أولادك يموتوا وأنت متروكا وحيدا .
وبينما كان سليمان عليه السلام واقفا لا يعرف ما عليه فعله بهذه القنّينة , أتى جبريل عليه السلام وقلبها .
|