بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الشيخ
في يوم من الأيّام كان سيّدنا جمال الدين الغموقي الحسيني يحضّر نفسه للذهاب لصلاة الجمعة . فلبس أفضل ما عنده ومشّط لحيته . والشيخ جمال الدين لديه عينين , واحدة فوق البطن وأخرى تحت البطن . العين الموجودة فوق البطن كان يرى فيها خلال السماوات حتّى سدرة المنتهى . والعين الموجودة تحت البطن كان يرى فيها السماوات السبع . الله أعطاه هذه القوّة لكن زوجته لم تتمكن من رؤية ذلك .
نظرت إليه زوجته غاضبة وسألته " إلى أين تذهب ؟ " . لم يردّ الشيخ عليها , لأنّه يعرف بأنّها كانت تريد أن تناقش معه لتفتعل المشاكل . خرج سيّدنا جمال الدين قدّس الله سرّه من البيت للذهاب إلى المسجد . في هذا الوقت كانت زوجته تغسل الثياب , فما أن رأت أنّه يمرّ من تحت النافذة حتّى رمت ماء الغسيل على رأسه .
لم يفتح الشيخ فاه , لأنّه " مسلّم أمره لله " . الله يختبر . لا تظنّ أنّ الله لا يختبر أولياءه . فكلّما إقتربوا من الله كلّما كان إختبارهم أكبر , حتّى في بيوتهم فهم يختبروا .
ذهب الشيخ إلى أحد مريديه وطلب منه ثياب جديدة . إستحمّ عنده ولبس ثيابه , وذهب مباشرة إلى الجامع وبعد ذلك إلى البيت . توقّعت زوجته أن يوبّخها , لكنّه إبتسم وكأنّه لم يحصل أيّ شيء .
لو تعرّض أيّ منّا لموقف كهذا ماذا كان سيفعل ؟ على الأقلّ كان سيصرخ بوجه زوجته . لكنّه لم يفتح فمه , فهو يعرف أنّه إذا فتح فاه سيخسر . وهكذا لم يقل شيء وجازاه الله عزّ وجلّ خيرا .
|