بسم الرحمن الرحيم
السلطان سليم وإبن عربي
كتب محي الدين إبن عربي المعروف " بالشيخ الأكبر" في عديد من كتبه الكثير من النبؤات . وفي أحد هذه الكتب ذكر " عندما تدخل " السين " على الشين " سيعرف مكان قبر محي الدين إبن عربي " . من المعروف أنّ محي الدين إبن عربي قتل لأنّه قال للناس " معبودكم تحت قدميّ " , ولم يعرف لمدّة طويلة مكان دفنه .
عندما دخل السلطان سليم "سين " على الشام "الشين " عرف مكان قبر إبن عربي .والقصّة كما يلي .
في أوّل يوم جمعة , بعد دخول السلطان سليم إلى الشام , أمر حرّاسه أن لا يدعوا أحدا يدخل عليه وهو يستحم ّ . خلع السلطان سليم ثيابه وبينا كان يريد دخول مكان الإستحمام وجد رجلا يجلس هناك . غضب السلطان سليم وصرخ قائلا " من هناك ؟ " فسمع صوتا يقول له " يا سلطان, إذهب وإجلب الصابون والليفة وتعال نظّف ظهري " إستجاب السلطان سليم للأمر الذي أعطي له لأنّه عرف بأنّ هذا الشخص ليس عاديا .
"أيّها السلطان! هل تعرف من أنا؟ " سأل الرجل الغريب . أجاب السلطان سليم : "بحقّ الله أخبرني من أنت ؟ " فأجابه الرجل :" أنا محي الدين إبن عربي " . قبل السلطان سليم يداه وقدماه مباشرة وسأله : " كيف يمكنني أن أخدمك ؟ " فقال إبن عربي " فتّش عن قبري وإبني جامع عليه " . سأله السلطان سليم : " كيف يمكنني أن أجد القبر ؟"أجابه إبن عربي " إصعد إلى المئذنة قبل بزوغ الفجر وأنظر بإتّجاه جبل قاسيون سترى عامود من النور يصل إلى السماء " فعل السلطان ما طلب منه وأرسل عمّالا ليحفروا في ذلك المكان . وجد العمّال جسد الشيخ محي الدين إبن عربي في كفنه.
دعا السلطان سليم أكبر الرجال سنا في البلد وطلب منه أن يخبره عن المكان الذي قال فيه إبن عربي " معبودكم تحت قدميّ " . أخبرهم الرجل بالمكان, فحفر العمّال ذلك المكان ووجدوا هناك جرّتان من النحاس مملؤتان بالذهب . أستخدم ذلك الذهب لبناء الجامع ولتأمين ثلاث وجبات من الطعام للفقراء . وقد قال إبن عربي "أيّ إنسان يأكل ويشرب من صدقتي وحتّى لو كان كافر سيتحوّل في النهاية إلى مؤمن حقيقي " . لذا يعمد الكثير من الأغنيا , في كلّ يوم الجمعة , للأكل من طعام الجامع متأمّلين أن تصلهم البركة . لقد أعطى إبن عربي حياته من أجل هذه الصدقة .
وهكذا نرى أنّ معجزات أولياء الله لا تنتهي وما هي إلاّ لتؤكّد قوّة وقدرة النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم .