بسم الله الرحمن الرحيم
إنتقل النور إلى شعيا عليه السلام
بعد موت أليسع عليه السلام نسي بنو إسرائيل تاريخهم , ربّهم وما أوصاهم به أنبياءهم . في يوم من الأيّام ظهر في بني إسرائيل ملك يخشى الله عزّ وجلّ يدعى حزقيا . أرسل الله عزّ وجلّ له نبيا ليكون دعما ومصدر قوّة له وهو شعيا عليه السلام . بمساعدة شعيا عليه السلام دافع حزقيا عن القدس والمعبد والتوراة وتابوت العهد ضد قوى الظلام التي كانت تحاول أن تهدّمه من الخارج ومن الداخل .
دافع حزقيا عن بني إيرائيل بواسطة جيشه وعدله , أمّا حزقيا فدافع عنهمم بكلمات الله عزّ وجلّ وبحكمته . عندما كان حزقيا على فراش الموت دعا شعيا عليه السلام الله عزّ وجلّ أن يطيل بعمره فمنحه الله عزّ وجلّ خمسة عشر سنة إضافية ليعيشها . عاد السلام ثانية إلى البلد ودخل الإيمان إلى قلوب الناس مرّة أخرى .
أخذ شعيا عليه السلام يتنقّل من قرية إلى أخرى يتحدّث مع الناس ويخبرهم عن الحياة الأبدية . وكان الله عزّ وجلّ يتكلّم من خلاله . أخبرهم شعيا عليه السلام بأنّ هذا العالم كبناء مهدّم لا فائدة منه . لكن الله عزّ وجل هو الذي يبني وبإمكانه أن يبنيه أو يهدّمه في أيّ وقت يريد . وإذا رجعت في حياتك إلى الله عزّ وجلّ يمكنك تحقيق كلّ ما تتمنّاه . فالله عزّ وجلّ هو الذي يسبب نزول المطر, وإنسياب الأنهر ونمو الأشجار والفاكهة .
فالحقيقة هي عكس ما هو ظاهر . وطلب الله عزّ وجلّ من شعيا عليه السلام أن يخبرهم بأنّ ما يعتقدون أنّه قيّم في هذه الدنيا لا قيمة له في عين الله عزّ وجلّ . فالأغنياء والأقوياء والمشهورين هم فقراء بنظر الله عزّ وجلّ . لكن الفقراء, المتواضعين, والضعفاء هم بعين الله عزّ وجلّ أغنياء وذو قيمة .
ثمّ منح الله شعيا عليه السلام القدرة على رؤية المستقبل . فحذّر شعبه بأنّه سيتم تدمير مدينة القدس والمعبد وسيستعبدوا على أثرها , ثمّ سيكسبوا حرّيتهم مجددا فيما بعد ويبنوا المعبد مجددا . وأخبرهم بأنّه سيأتي في آخر الزمان رسول أمي لا يفقه القراءة والكتابة لكنه قادر على قول الحقيقة . وهذا الرسول سيكون طيبا وكريما وسيعرف برحمته . سيكون ملكا عادلا ورسولا عظيما وسيأتي بكتاب جديد من عند الله عزّ وجلّ . سيكون إسمه أحمد (محمّد ) صلّى الله عليه وسلّم وسيوحّد العالم تحت راية دين جديد . أمّا أمّته ستكون أفضل أمّة أخرجت ولن يأتي أيّ رسول من بعده حتّى آخر الزمان .
غضب بنو إسرائيل عند سماع هذا الكلام . فمن هي هذه الأمّة التي ستكون أفضل منهم ؟. قرّروا أن يقتلوا نبيّهم لأنّه بدأ يخبرهم بأشياء لا يريدون سماعها . طارد بنو إسرائيل نبيّهم شعيا عليه السلام الذي هرب بدوره إلى الغابة ليتفادى كيدهم بعد أن كانوا قبل فترة وجيزة يحبّوه ويؤمنوا به . عندما كادوا أن يطبقوا عليه أمر الله عزّ وجلّ الشجرة لتفتح فدخل شعيا عليه السلام إلى داخلها ثمّ أغلقت عليه . لكن الشيطان الذي يحرّك الناس أمسك بذيل ثوب شعيا عليه السلام . رأى الجمع الغاضب ثوب شعيا عليه السلام ظاهرا من الشجرة فأخذوا فؤوسهم وقطّعوا الشجرة إلى قطع صغيرة فتوفي شعيا عليه السلام كشهيد تحت ضرباتهم الوحشية .
فليبارك الله عزّ وجلّ بشعيا عليه السلام وليمنحه السلام .